ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
جعل الأئمة هم المراد من كلمات الله
جعل الأئمة هم المراد من كلمات الله :
إلى جانب التحريف نجده يؤول كلمات بأن المراد منها الأئمة ـ كلهم أو بعضهم ـ مع أنه لا ذكر لهم ولا إشارة إليهم من قريب أو بعيد في تلك المواضع ، بل إن بعضها مختص بالله تعالى :
كقوله تعالى في سورة الزمر " الآية 69 " : ] وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا[ أي بنور الله عزوجل ، ولكن الكتاب يقول : " قال أبو عبد الله : رب الأرض يعنى إمام الآرض ، فقلت فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال : إذاً يستغنى الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ، ويجتزون بنور الإمام ! " ([1][202]) .
وقوله تعالى في سورة الرعد " الآية 28 " : ] الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ … [ يقول القمي : " الذين آمنوا : الشيعة ، وذكر الله : أمير المؤمنين والأئمة " ( 1 / 365 ) .
وفى موضع آخر يفسر الذكر بولاية على في قوله تعالى : ] الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي [ ( 2 / 47 ، والآية هي 101 : الكهف ) .
ويفسر الشرك بأنه " من أشرك بولاية على " في قوله تعالى في سورة الشورى " الآية 13 " : ] كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ [ ولذا يفسر " ما تدعوهم إليه " بقوله " من ولاية على " ( 2 / 105 ) .
وفى آخر الرحمن ] تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجـلَالِ وَالْإِكْرَامِ [ يروى عن أئمته " نحن جلال الله وكرامته " ( 2 / 346 ) .
وبعض الآيات تختص بالقرآن الكريم كمفتتح سورة البقرة ] ألم . ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [ ، فيقول القمي بأن المراد بالكتاب هنا على بن أبى طالب ! ( 1 / 30 ) .
وفى سورة يونس ( الآية 15 ) ] ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ [ يقول القمي : " أو بدله " يعنى أمير المؤمنين على بن أبى طالب ، ]قلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ[ يعنى في على بن أبى طالب . ( 1 / 310 ) .
وفيها أيضاً ( الآية 64 ) ] لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ [ فيقول : " أي لا يغير الإمامة " ( 1 / 314 ) .
وقوله تعالى في سورة الإسراء ( الآية 73 ) : ] وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ [ قال القمي : " يعنى أمير المؤمنين " ( 2 / 24 ) .
وفى سورة الحج ( الآية 55 ) : ] وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ [ أي من القرآن الكريم ، فيقول القمي : " أي في شك من أمير المؤمنين " .
ويقول كذلك عن ( الآية 57 ) ] وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا [ بأن معناها " ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمة " ([2][203]) .
وفى سورة الطور ( الآية 33 ) : ] أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ … [ يتحدث عنها القمي فيقول : أم يقولون ـ يا محمد تقوله : يعنى أمير المؤمنين ، بل لا يؤمنون أنه لم يتقوله ولم يقمه برأيه ، ثم قال : فليأتوا بحديث مثله : أي برجل مثله من عند الله ([3][204]) .
وقد رأينا من قبل أن آيات كريمة خاصة بالرسول وبالمسيح صلوات الله عليهما ، حرفها القمي ليجعلها للإمام على .
وهناك كذلك ما هو متصل بيوم القيامة فجعل للإمام ، جاء في تفسيره ( 2 / 112 ) ما يأتى : " إن الليل والنهار اثنتا عشرة ساعة ، وإن على بن أبى طالب ، أشرف ساعة من اثنتى عشرة ساعة ، وهو قول الله تعـــالى ([4][205]) : ] بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا [ .
وهو لا يكتفى بهذا ، وإنما يحاول أن يجعل الإمام هو المراد من كثير من آيات الله تعالى دون نظر إلى ما هو مختص بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر كما رأينا ، وما هو مختص بالحيوان أو الجماد حتى يكاد يحط من قدر الإمام وهو يحاول أن يرفعه ! انظر مثلاً إلى قوله تعالى : ] إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا … [ ([5][206]) ، فإنك تعجب وقد حاول القمي من قبل أن يرفع الإمام على إلى مرتبة الألوهية ، ينزل به هنا إلى مرتبة الحشرات الضارة حيث يجعله المراد من كلمة " بعوضة " ([6][207]) .
بعد هذا لا يستبعد منه أن يجعل الإمام المراد من أي آية يظن أنها تدل على الاهتمام والرفع من قيمة الإمام . ويوضح الجزائرى في مقدمته للكتاب سر هذا التأويل فيقول : " الله تعالى كان عالماً بأعمال أمة نبيه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، بأنهم يلعبون بالدين ، ويهتكون بنواميس حماته في كل حين … فحينئذ لم يؤمن منهم أن لا يبقوا أسامى الأئمة أو فضائلهم في القرآن ، فلذا لم يكن بد إلا أن يبينها الله تعالى بالكناية والاستعارة كما هو دأب القرآن وأسلوبه في أكثر آياته ، فإن له ظاهراً يتعلق بشىء وباطناً بشىء آخر " ([7][208]) .
ثم يقول : " ومن هنا قال أبو جعفر : إن القرآن نزل أثلاثاً : ثلث فينا وفى أحبائنا ، وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا ، وثلث سنة ومثل " ([8][209]) .
ثم عقب على هذا بقوله : " فانكشف مما ذكرنا أن كل ما ورد في القرآن من المدح كناية وصراحة فهو راجع إلى محمد وآله الطاهرين ، وكل ما ورد فيه من القدح كذلك فهو لأعدائهم أجمعين ، السابقين منهم واللاحقين ، ويحمل عليه جميع الآيات من هذا القبيل وإن كان خلافاً للظاهر " ([9][210]) .
فهذا التأويل الفاسد إذن نتيجة للقول بالتحريف ، والطعن في الصحابة الكرام.
([1][202]) 2 / 253 ، وهذا القول قريب من أولئك الذين قالوا بألوهية على في حياته فأحرقهم بالنار، فعلى شيعته ومحبيه ـ إن كانوا صادقين أن يحرقوا الكتاب ، ويبينوا ضلال صاحبه ، لا أن يرفعوه مقاماً عليا .
([5][206]) سورة البقرة ـ الآية 26 .
([7][208]) انظر التفسير 1 / 34 .
-
الاثنين PM 05:49
2021-04-26 - 1415