المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417474
يتصفح الموقع حاليا : 258

البحث

البحث

عرض المادة

جعل الأئمة هم المراد من كلمات الله

جعل الأئمة هم المراد من كلمات الله :

      إلى جانب التحريف نجده يؤول كلمات بأن المراد منها الأئمة ـ كلهم أو بعضهم ـ مع أنه لا ذكر لهم ولا إشارة إليهم من قريب أو بعيد في تلك المواضع ، بل إن بعضها مختص بالله تعالى :

   كقوله تعالى في سورة الزمر " الآية 69 " : ] وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا[ أي بنور الله عزوجل ، ولكن الكتاب يقول : " قال أبو عبد الله : رب الأرض يعنى إمام الآرض ، فقلت فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال : إذاً يستغنى الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ، ويجتزون بنور الإمام ! " ([1][202]) .

      وقوله تعالى في سورة الرعد " الآية 28 " : ] الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ … [   يقول القمي : " الذين آمنوا : الشيعة ، وذكر الله : أمير المؤمنين والأئمة " ( 1 / 365 ) .

      وفى موضع آخر يفسر الذكر بولاية على في قوله تعالى : ] الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي   [  ( 2 / 47 ، والآية هي 101 : الكهف ) .

      ويفسر الشرك بأنه " من أشرك بولاية على " في قوله تعالى في سورة الشورى " الآية 13 " : ]   كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ   [  ولذا  يفسر " ما تدعوهم إليه " بقوله " من ولاية على " ( 2 / 105 ) .

      وفى آخر الرحمن ] تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجـلَالِ وَالْإِكْرَامِ    [  يروى عن أئمته " نحن جلال الله وكرامته " ( 2 / 346 ) .

      وبعض الآيات تختص بالقرآن الكريم كمفتتح سورة البقرة ] ألم . ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ    [  ، فيقول القمي بأن المراد بالكتاب هنا على بن أبى طالب ! ( 1 / 30 ) .

      وفى سورة يونس ( الآية 15 ) ]   ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ  [  يقول القمي : " أو بدله " يعنى أمير المؤمنين على بن أبى طالب ،  ]قلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ[    يعنى في على بن أبى طالب . ( 1 / 310 ) .

      وفيها أيضاً ( الآية 64 ) ]  لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ [  فيقول : " أي لا يغير الإمامة " ( 1 / 314 ) .

      وقوله تعالى في سورة الإسراء ( الآية 73 ) : ] وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ     [  قال القمي : " يعنى  أمير المؤمنين " ( 2 / 24 ) .

      وفى سورة الحج ( الآية 55 ) : ] وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ     [  أي من القرآن الكريم ، فيقول القمي : " أي في شك من أمير المؤمنين " .

      ويقول كذلك عن ( الآية 57 ) ‌‌‌‌‌‌] وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا [ بأن معناها    " ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمة " ([2][203]) .

      وفى سورة الطور ( الآية 33 ) : ‌‌‌‌‌‌] أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ … [  يتحدث عنها القمي فيقول : أم يقولون ـ يا محمد تقوله : يعنى أمير المؤمنين ، بل لا يؤمنون أنه لم يتقوله ولم يقمه برأيه ، ثم قال : فليأتوا بحديث مثله : أي برجل مثله من عند الله ([3][204]) .

      وقد رأينا من قبل أن آيات كريمة خاصة بالرسول وبالمسيح صلوات الله عليهما ، حرفها القمي ليجعلها للإمام على .

      وهناك كذلك ما هو متصل بيوم القيامة فجعل للإمام ، جاء في تفسيره ( 2 / 112 ) ما يأتى : " إن الليل والنهار اثنتا عشرة ساعة ، وإن على بن أبى طالب ، أشرف ساعة  من اثنتى عشرة ساعة ، وهو قول الله تعـــالى ([4][205]) : ] بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا [  .

      وهو لا يكتفى بهذا ، وإنما يحاول أن يجعل الإمام هو المراد من كثير من آيات الله تعالى دون نظر إلى ما هو مختص بالله تعالى ورسله وكتبه واليوم الآخر كما رأينا ، وما هو مختص بالحيوان أو الجماد حتى يكاد يحط من قدر الإمام وهو يحاول أن يرفعه ! انظر مثلاً إلى قوله تعالى : ] إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا … [ ([5][206]) ، فإنك تعجب وقد حاول القمي من قبل أن يرفع الإمام على إلى مرتبة الألوهية ، ينزل به هنا إلى مرتبة الحشرات الضارة حيث يجعله المراد من كلمة " بعوضة " ([6][207]) .

      بعد هذا لا يستبعد منه أن يجعل الإمام المراد من أي آية يظن أنها تدل على الاهتمام والرفع من قيمة الإمام . ويوضح الجزائرى في مقدمته للكتاب سر هذا التأويل فيقول : " الله تعالى كان عالماً بأعمال أمة نبيه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، بأنهم يلعبون بالدين ، ويهتكون بنواميس حماته في كل حين … فحينئذ لم يؤمن منهم أن لا يبقوا أسامى الأئمة أو فضائلهم في القرآن ، فلذا لم يكن بد إلا أن يبينها الله تعالى بالكناية والاستعارة كما هو دأب القرآن وأسلوبه في أكثر آياته ، فإن له ظاهراً يتعلق بشىء وباطناً بشىء آخر " ([7][208]) .

      ثم يقول : " ومن هنا قال أبو جعفر : إن القرآن نزل أثلاثاً : ثلث فينا وفى أحبائنا ، وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا ، وثلث سنة ومثل " ([8][209]) .

      ثم عقب على هذا بقوله : " فانكشف مما ذكرنا أن كل ما ورد في القرآن من المدح كناية وصراحة فهو راجع إلى محمد وآله الطاهرين ، وكل ما ورد فيه من القدح كذلك فهو لأعدائهم أجمعين ، السابقين منهم واللاحقين ، ويحمل عليه جميع الآيات من هذا القبيل وإن كان خلافاً للظاهر " ([9][210]) .

      فهذا التأويل الفاسد إذن نتيجة للقول بالتحريف ، والطعن في الصحابة الكرام.

 

  ([1][202])  2 / 253 ، وهذا القول قريب من أولئك الذين قالوا بألوهية على في حياته فأحرقهم بالنار، فعلى شيعته ومحبيه ـ إن كانوا صادقين أن يحرقوا الكتاب ، ويبينوا ضلال صاحبه ، لا أن يرفعوه مقاماً عليا .

  ([2][203])  2 / 86 .

  ([3][204])  2 / 333 .

  ([4][205])  11 : الفرقان .

  ([5][206])  سورة البقرة ـ الآية 26 .

  ([6][207])  ص 19 .

  ([7][208])  انظر التفسير 1 / 34 .

  ([8][209])  ص 21 من المقدمة المذكورة .

  ([9][210])  انظر مقدمته للتفسير ص 24 ، 25 .

  • الاثنين PM 05:49
    2021-04-26
  • 922
Powered by: GateGold