ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
التفرقة بين التفسير والتأويل
التفرقة بين التفسير والتأويل :
والذين رأوا التفرقة بين التفسير والتأويل نرى أن فيما ذهبوا إليه نظراً :
1 ـ فكلام الماتريدى يجعل التفسير قاصراً على قول المعصوم صلى الله عليه وسلم ، وعلى ما لا يحتاج إلى تفسير ! ولعل هذا هو الذي جعله يسمى تفسيره " تأويلات أهل السنة " .
ويتعارض هذا مع ما جاء في السنة من أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف تأويل القرآن الكريم ، وأنه يتأول القرآن .
2 ـ ما ذهب إليه النيسابوري والبغوي وغيرهما من قصر التفسير على الكلام في أسباب نزول الآية وشأنها وقصتها غير مسلم ، فالتفسير بمعناه المفهوم لا يتم بهذا وحده ، وإنما لابد من النظر والاستنباط حتى يتم التوضيح والإظهار والبيان ، أي التفسير ، فما ذكروه من أنه تأويل هو أيضا تفسير ، ومثله ما ذكره ابن الأثير .
3 ـ كلام الراغب الأصفهاني لا يمنع اطلاق التأويل على التفسير .
4 ـ كلام الشريف الجرجاني يشير إلى نوعى التفسير المعروفين ، وهما : التفسير المأثور أو النقلي ، وهو يتعلق بالرواية ، والتفسير العقلي ، وهو يتعلق بالدراية ، وما ذكره عن كل منهما صحيح ، غير أنه سمى أحدهما تفسيراً والآخر تأويلاً ، وتفسير القرآن الكريم يجمع الاثنين .
وقد بين ابن تيمية سبب الخلاف في فهم المراد بالتأويل فقال : " أصل ذلك أن لفظ التأويل فيه اشتراك بين ما عناه في القرآن ، وبين ما كان يطلقه طوائف من السلف ، وبين اصطلاح طوائف من المتأخرين فبسبب الاشتراك في لفظ التأويل اعتقد كل من فهم منه معنى بلغته أن ذلك هو المذكور في القرآن"([1][18]) ثم بين أن معاني التأويل ثلاثة ، فقال : " التأويل في عرف المتأخرين من المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة ونحوهم : هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به ، وهذا هو التأويل الذي يتكلمون عليه في أصول الفقه ومسائل الخـلاف …
وأما التأويل في لفظ السلف فله معنيان :
أحدهما : تفسير الكلام وبيان معناه ، سواء وافق ظاهره أو خالفه ، فيكون التأويل والتفسير عند هؤلاء متقاربا أو مترادفا ، وهذا ـ والله أعلم ـ هو الذي عناه مجاهد أن العلماء يعلمون تأويله ، ومحمد بن جرير الطبري يقول في تفسيره : القول في تأويل قوله كذا وكذا ، واختلف أهل التأويل في هذه الآية ، ونحو ذلك ، ومراده التفسير .
والمعنى الثاني في لفظ السلف ، وهو الثالث من مسمى التأويل مطلقاً ، هو نفس المراد بالكلام ، فإن الكلام إن كان طلبا كان تأويله نفس الشئ المخبر به([2][19]) .
([1][18]) دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية 1 / 106 .
[2][19]) ) المرجع السابق ص 109 ـ 110 .
-
الاثنين AM 12:24
2021-04-26 - 773