المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 417498
يتصفح الموقع حاليا : 212

البحث

البحث

عرض المادة

كلمة تأويل في السنة المطهرة

كلمة تأويل في السنة المطهرة :

       وننظر بعد هذا في كتب السنة :

      1 ـ روى الإمام أحمد والطبرانى عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له فقال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " .

      وعند البزار : " اللهم علمه تأويل القرآن " .

      وعند أحمد من وجه آخر عن عكرمة : " اللهم اعط ابن عباس الحكمة وعلمه التأويل " ([1][8]) .

      2 ـ وروى الشيخان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :

      " بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون على وعليهم قمص ، منها ما يبلغ  الثدي ، ومنها ما دون ذلك . وعرض على عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره . قالوا : فما أولت ذلك يا رسول الله ؟ قال : الدين " ([2][9]) .

      3 ـ وفى رواية جابر لحجة الرسول صلى الله عليه وسلم قال :

      " نظرت إلى مد بصري من بين يديه ، بين راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن ، وهو يعرف تأويله ، ما عمل به من شيء عملنا به ...... "([3][10]).

      4 ـ وروى الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده :

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي ، يتأول القرآن " ([4][11])

تعنى أنه مأخوذ من قوله تعالـى :  ]   فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ   [ 

      5 ـ وفى صحيح البخاري أيضاً:... فكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول:لا يرث المؤمن الكافر.

      قال ابن شهاب : وكانوا يتأولون قول الله تعالى " 72 : الأنفال " : ]  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ   [    الآية ([5][12]) .

      قال ابن حجر : قوله " قال ابن شهاب : وكانوا يتأولون إلخ " أي كانوا يفسرون قوله تعالى: ]  بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ  [  بولاية الميراث ، أي يتولى بعضهم بعضا في الميراث وغيره ([6][13]) .

      6 ـ ومن حديث رواه الإمام أحمد أن الرسول قال : " يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عزوجل " ([7][14]) .

      7 ـ روى الإمام مالك عن كعب الأحبار ، أن رجلاً نزع نعليه ، فقال :

لم خلعت نعليك ؟ لعلك تأولت هذه الآية      ]  فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى[    قال : ثم قال كعب للرجل : أتدرى ما كانت نعلا موسى ؟ ... إلخ([8][15])  

      8 ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت :  الصلاة أول ما  فرضت ركعتين ، فأقرت صلاة السفر ، وأتمت صلاة الحضر . قال الزهرى : فقلت لعروة : ما بال عائشة تتم ؟ قال : تأولت ما تأول عثمان  ([9][16]) .

      أراد بتأويل عثمان ـ رضي الله عنه ـ ما روى عنه أنه أتم الصلاة بمكة في الحج ، والخلاف حول تأويل عثمان يطول ذكره ([10][17]) .

      بعد هذا العرض لما جاء في القرآن الكريم ، وفى كتب السنة النبوية المطهرة، نرى أن إطلاق تأويل القرآن على تفسيره لا يتعارض مع ما جاء من استعمال كلمة تأويل في هذين المصدرين ، إضافة إلى ما رأيناه من قبل من المعنى اللغوى ، مع عدم إغفال أن التأويل منه ما هو باطل فاسد ، ومنه ما هو حق صحيح ، وكذلك التفسير .

 

   (8) انظر فتح الباري 7 / 100 ـ كتاب فضائل الصحابة ـ باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما .

[2][9])    )  البخاري ـ كتاب الإيمان ـ باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال ، ومسلم ـ كتاب فضائل الصحابة ـ باب من فضائل عمر رضي الله عنه .

[3][10])   ) سنن ابن ماجه ـ كتاب المناسك ـ باب حجة رسول الله r ، ورواه أبو داود والنسائى .

[4][11])   )  البخاري ـ كتاب الأذان ـ باب التسبيح والدعاء في السجود .

[5][12])   )   البخاري ـ كتاب الحج ـ باب توريث دور مكة وبيعها .

[6][13])   ) فتح البارى 3 / 452 .

[7][14])   ) المسند 4 / 155 .

[8][15])   )  الموطأ ـ كتاب اللباس ـ باب ما جاء في الانتعال . والآية الكريمة المذكورة هي رقم 12 من سورة طه .

   ([9][16])   البخاري ـ كتاب تقصير الصلاة ـ باب يقصر إذا خرج من موضعه .

[10][17])   ) انظر فتح البارى 3 / 570 ـ 572 .

  • الاثنين AM 12:22
    2021-04-26
  • 1003
Powered by: GateGold