المجاميع البيئية للفطريات والتقدير الإلهي في الخلق - مشروع الحصن ll للدفاع عن الإسلام والحوار مع الأديان والرد على الشبهات المثارة ll lightnews-vII

المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 441990
يتصفح الموقع حاليا : 94

البحث

البحث

عرض المادة

المجاميع البيئية للفطريات والتقدير الإلهي في الخلق

من يدرس المجاميع البيئية للفطريات Ecological Groups of Fungi يجد التقدير الإلهي في الخلق واضحا جليا , حيث تقسم الفطريات عادة إلى عدة مجاميع فطرية بحسب البيئة التي تنشأ وتنمو فيها , وبحسب العائل التي تعيش عليه، ونوع التغذية التي تتغذى بها وأحد هذه التصانيف هي:

– فطريات التربة (Soil Fungi):

تلعب الفطريات مع رفيقاتها من الكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والفيروسات وبعض الحيوانات والنباتات دورا مهما ورئيسا في خصوبة التربة،وبالمقارنة بين الفطريات ورفيقاتها في التربة نجد أن الفطريات لا تكون الجرء الأكبر من محتوى التربة من الكائنات الحية إلا أنها تكون جزءا كبيرا من الكتلة الحية الموجودة في كثير من الأراضي الزراعية الجيدة التهوية وترجع القلة النسبية لعددها وفي نفس الوقت تمثيلها لجزء أكبر من الكتلة الحية إلى غزارة نموها على صورة خيوط فطرية سميكة ومتماسكة ومتشابكة وإنتاجها لبعض التراكيب الثمرية الكبيرة كما هو الحال في الفقع أو الكمأة Tuber maganatum أو (Trufles) حيث تنتج الفطريات كيلوجرامات عديدة من الأجسام الثمرية الأرضية.

وتسود الفطريات بقية الكائنات الحية في المخلفات النباتية بالأراضي الغنية بالمواد العضوية، حيث تعتبر الفطريات مهمة والعامل الأول والرئيس المسئول عن تحلل المواد العضوية في الأوساط

الحامضية بما وهبها الله سبحانه وتعالى من قوة إنزيمية قادرة على تحلل المواد العضوية في التربة.

ولكل نبات من النباتات النامية والحية مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة – وخاصة الفطريات – تعيش في محيطه الجذري في منطقة تسمى الجذر محيطية أو المحيط الجذري (Rhizosphere) أو توجد على سطح الجذر وتسمى (Rhizoplane) وهي المسئولة عن العديد من الأمراض الفطرية التي تصيب النباتات الزهرية، ومسئولة أيضا عن خصوبة التربة والإنتاج النباتي المرتفع لبعض النباتات.

وتقسم الفطريات في التربية بحسب تقسيم برجي (Burges) سنة 1958م إلى:

– المتطفلات الإجبارية (Oblig ate parasites): وهي تتطفل إجباريا على النباتات والحيوانات في التربة، وتعمل على موت النبات والحيوان وتحللهما، وإضافة محتواهما العضوي إلى التربة وزيادة خصوبتها.

– المتطفلات الإختيارية: (Facultative parasites): وهي الفطريات التي تتطفل على عائلها في وجوده وتتحول إلى التغذية الرمية في غيابه.

– فطريات التربة الحقيقية (True soil fungi): وهي تقوم بدور مهم في التربة من حيث هدم أجسام الحيوان والنبات ومخلفاتهما في التربة، وإتمام العديد من الدورات الحيوية فيها، وقد فصلنا ذلك في موضوع (وما تحت الثرى) في كتابنا (آيات معجزات من القرآن الكريم وعالم النبات).

– الفطريات المرتبطة بالجذور: (Root-inhabiting fungi): وهي فطريات تتعايش مع الجذور سواء على سطحها أو في محيطها الموجود حولها (Rhizosphere) وبعضها يتعايش مع جذور النباتات البذرية مكونا الفطر – جذريات (ميكورايزا)(mycorrhiza) ومنها الميكورايزا الداخلية، والميكورايزا الخارجية. وتلعب هذه الفطريات دورا مهما في حيوية النبات، وتحلل المواد السامة المتعايشة معها، مع العلم أن لكل نبات فلورا (Flora) خاصة به من الفطريات سواء في محيطه الجذري أو في الميكورايزا المرتبطه به أم على سطحه كما سبق. والميكورايزا تتكافل مع بعض الأشجار الضخمة وتقوم مقام الشعيرات الجذرية في إمداد النبات بالماء،ويقوم النبات بإمداد الفطر بالغذاء الجاهز، كما يقوم الفطر بتحليل المواد السامة في التربة وحماية النبات منها.

– الفطريات العائشة على اللجنين (Lignicolous Fungi): كما نعلم فإن اللجنين مادة كيماوية معقدة التركيب، تستعصي على العديد من الفطريات والبكتيريا والنمل الأبيض، ولكن يوجد بعض أنواع من الفطريات تستطيع أن تحلل الليجنين وتعيش عليه بما وهبها الله سبحانه وتعالى من إنزيمات محللة له وهذا النوع من الفطريات يسبب تعفن جذور الأشجار وتحللها بعد موتها في الحقول والغابات، وتأتي العدوى للخشب (بضم الخاء والشين) بهذه الفطريات عن طريق الجراثيم المحمولة بالهواء أو عن طريق أجزاء من الخيوط الفطرية (الغزل الفطري) التي تتنتقل مع التربة عندما تسقط عليها الأشجار.

– الفطريات المحللة للسليلوز (Cellulose Decomposing Fungi): السليلوز(Cellulose) كما نعلم عبارة عن كربوهيدرات معقدة، يتركب من وحدات عديدة من الجلوكوز مرتبط بعضها ببعض في سلسلة طويلة معقدة ترتبط برابطة جليكوسيدية (1-4) في الوضع بيتا.

ويوجد العديد من الفطريات في البيئة تحلل السليلوز وتعيش عليه، مثل سليلوز أوراق النبات وألياف القطن والكتان والتيل، وهذه الفطريات تخترق الجدر السليلوزية وتحطم الملابس والمقتنيات السليلوزية كالبرديات والكتب والمستندات الورقية، وللحماية من فعل هذه الفطريات المدمر للوثائق والمخطوطات النادرة يلزم معاملة هذه الوثائق والمخطوطات بمركبات النحاس والزئبق والكبريت المقاومة للفطريات.

– الفطريات المحللة للكرياتين (Keratinophilice fungi): هذه المجموعة من الفطريات يمكنها أن تعيش على الكرياتين كالشعر والأظفار وأظلاف الحيوان، وتحللها وتستخدمها كمصدر نيتروجيني، وهذه الفطريات تتلف الشعر والجلد في الإنسان الحيوان وتسمى (Dermatophytes) وهي المسئولة عن تحلل أظفار وشعر الموتي.

– الفطريات المرتبطة بالحشرات(Entomogenouns Fungi) : وهي فطريات تعيش على الحشرات وتتطفل عليها تطفلا إجباريا وهي تدمر الحشرة تدميرا كاملا، وبعضها يتطفل إختياريا على الحشرات، و تتغذى على جسم الحشرة من دون هلاكها ومن أشهر هذه الفطريات فطرة الأنتوموفثراEntomophthora muscae التي تعيش على الذبابة المنزلية Musca domestica وتستغل هذه الفطريات في المقاومة الحيوية للحشرات، حيث تتم العدوى الصناعية للحشرات المراد مقاومتها بجراثيم (الفطرة) التي تتطفل عليها فتنمو على الحشرة وتنتقل العدوى منها إلى حشرة أخرى وقت التزاوج فتعدي الحشرات إلى أن يقضي عليها حيويا من دون إستخدام المبيدات الحشرية المضرة بالبيئة وبالإتزان البيئي الحيوي.

– فطريات الروث والغائط (Coporphilous Fungi): روث الحيوانات وغائط (براز) الإنسان يكونان مادة غذائية للعديد من الفطريات لأنهما يحتويان على العديد من المواد الغذائية التي لم يتم هضمها أو امتصاصها في القناة الهضمية، ويحتويان على المواد النيتروجينية اللازمة لنمو العديد من الكائنات الحية الدقيقة، كما أنهما يحتويان على بقايا الكرات الدموية المتحللة، وأصباغ الصفراء وجدر القناة الهضمية المتحللة، وهذه المواد تمد الكائنات الحية الدقيقة بالعديد من عوامل النمو اللازمة لها.

وبدراسة الفطريات التي تظهر على الروث وجد أن هناك تتابعا منظما لظهور هذه الفطريات على الروث، ففي البداية تنمو على الروث الفطريات التابعة لرتبة الميوكرات Order mucorales ومنها عفن الخبز Rhizopus sp وفطر الميوكر Mucor sp وهي من الفطريات التزاوجية (zogomucota) يتبعها بعد ذلك أفراد الفطريات الزقية (Ascomycota) وأخيرا تظهر الفطريات البازيدية (Basidiomycota) وهذا التتابع الفطري على الروث يبين التقدير الإلهي في الخلق , وأنه لا مكان للمصادفة والعشوائية، ففي البداية يحتوى الروث على السكريات والهيميسليلوز (Hemicellulose) والنيتروجين وهذا ينشط وجود أفراد رتبة الميوكورات order mucorales من الفطريات التزاوجية (zygomycota).

ثم بعد ذلك يسود السليلوز، وهذا يؤدي إلى ظهور الفطريات الزقية (Ascomycota) وفي النهاية يتبقى الليجنين وهذا يؤدي إلى نمو الفطريات البازيدية (Basidiomycota) فهل رأيتم إعجازاً ونظاماً أعظم من هذين الإعجاز والنظام في الخلق؟

– الفطريات المائية (Aquatic Fungi): الفطريات عامة كائنات حية دقيقة أرضية , ولكن توجد منها الأنواع المائية , ويتبع معظمها الفطريات البيضية (Oomycota) وهي موجودة في المياه العذبة والمالحة والمختلطة ومعظمها يعيش على بيض الكائنات الحية البحرية وأجسادها وأجنتها وتسبب الأمراض للعديد من هذه الكائنات الحية.

والسؤال الآن: من نظم لهذه الكائنات الحية الدقيقة حياتها بهذها النظام العلمي البديع؟

أجاب سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام عن هذا السؤال إجابة علمية معجزة شافية عندما سأله فرعون: ” قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى{49} ” (طه/49) ” قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى{50}” (طه/50) أي أعطاه خصائصه النافعة لحياته ثم هداه إلى هذه النعم ليستغلها أعظم استغلال بما يعود عليه وعلى البيئة المحيطة به بالنفع والإصلاح.

فسبحان الخالق البارئ المصور الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا , وكذب الدارونيون أصحاب نظرية العشوائية في الخلق , والطفرة والانتخاب الطبيعي في الكائنات الحية , تلك النظرية التي تكذبها تلك التتابعات الفطرية على المخلفات الحيوانية والإنسانية , وهذا التقسيم والتنوع والتشابه والحكمة في الخلق .

 

  • الاربعاء PM 09:08
    2021-02-10
  • 1620
Powered by: GateGold