المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412547
يتصفح الموقع حاليا : 352

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 719: زعمه أنّ آية {سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} تعلن استحالة رفع البشر إلى السماء

يقول:

كفار قريش طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم بكل إصرار وإلحاح معجزةً أن يرقى في السماء أمام أعينهم وينـزِل منها بكتاب حتى يؤمنوا به جميعا، ولكن الله تعالى ردَّ عليهم قائلا: ]قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا[، أي إنني بشر، والله بريء من أن يرفع البشر إلى السماء خلافا لسنته. (محاضرة سيالكوت، ص 76)

قلتُ: كذبَ المرزا، فالكفار لم يطلبوا منه الصعود إلى السماء بإلحاح، بل خيّروه بين ستّ معجزات ليحقق أمامَهم واحدة منها لا أكثر، فالصعود إلى السماء مجرد خيار.

وكذب المرزا في قوله أنّ الآية تعني أن الله بريء من رفع البشر إلى السماء؛ فليس في الآية شيء من ذلك.

كل ما في الآية أنّ الكفار طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم معجزةً واحدةً من ستّ معجزات، فقالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ:

1: {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90)

2: أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91)

3: أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا

4: أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92)

5: أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ

6: أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ

فردَّ على هذه الخيارات كلها بقوله: قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} (الإسراء 90-93)

وهذا الردّ يشمل هذه الخيارات الستّة، أي أنهم قالوا له:

لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا،

فقال: سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا

وقالوا له:

أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا،

 فقال: سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولا

وهكذا.. حتى النهاية.. ففي كل مرة يقول: سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولا..

فما علاقة أنه بشر رسول بالمطالبة بإحدى هذه المعجزات الستّ؟

العلاقة يجب ألا تكون مختصة بواحدة منها. فلا يمكن أن تكون العلاقة أنّ تفجير ينبوع من الأرض يليق ببشر، أما الصعود إلى السماء فلا يليق.. بل إما أنه كله يليق، أو أنه كله لا يليق ولا يجوز لبشر.

وقد نظرنا فلم نرَ عارا في تفجير نهر، ولا عارا في بناء بيت من زخرف، فقلنا: إنه لا عارَ في أيّ من هذه المعجزات كلها.. بل لا إشكال في تحققها.

إذن، ما علاقة قول: سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولا بهذه المطالب الستّة معا؟

الرابط بينها جميعها هو العجز الذاتي عن تحقيق أيّ منها، لأنه مجرد بشر، ولأنّ الله هو الذي يمنح المعجزة متى شاء، وما كان لنبيّ أن يشترط على الله أن يحدّد له معجزة يقوم بها. فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كلما طولب بمعجزة من هذه الستّ:

سبحان الله، كيف يخطر ببالكم أنني إله أتحكَّم بالكون؟ بل أنا مجرد بشر.

فليس في الآية أيّ نفي لإمكانية صعود إلى السماء أو تفجير نهر أو بناء بيت من زخرف بإذن الله. وبهذا ثبت تحريف المرزا وكذبه.

 13 فبراير 2021

  • السبت PM 09:25
    2022-09-10
  • 688
Powered by: GateGold